1- اصنع كل ما يحب الله أن تصنعه :
فكل ما يحبه الله يرضاه منك ، من الأقوال والأفعال والظاهرة والباطنة، لأن حقيقة الرضا هي العمل الصالح , في امتثال أمر الله واجتناب نهيه , يقول تعالى :
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم
خير البرية ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها
أبدا ، رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه } البينة / 7 ـ 8 .
2- ارض عن ثلاثة أشياء :
تعيش سعيدًا، وكأنك في الجنة، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
[ ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً ] . وقد قيل في حقيقة الرضا : من رضى الله في كل شئ فقد بلغ حد الرضا , وقيل : عدم الحرص على الازدياد فهذا غنى النفس ، ولا يكون غنياً حتى يرضى بما قسم الله، وقيل : من لم يتكلم بغير الرضا فهو راضى .
وكل هذه الحقائق لن تتحقق , إلا بالرضا بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً .
3- ارضَ بقدر الله حلوه ومره :
وقل دائماً : [ ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن ]
فما أيامـنا إلا أمـر من ثلاثة أمور :
أمرٌ نحبه : ( صحة أو غنى أو لذة أوعافية )
يوجب علينا الشكر ، وإما أمرٌ نكرهه : ( مرض أو فقر أو ألم أو مصيبة ) يوجب
علينا الصبر ، مع الأخذ بأسباب دفعه , لو كان ذلك في الاستطاعة ، (
كالحريق أو الأذى أو المرض ) ، وإما أمرٌ باختيار الإنسان ورضاه : (
كالمعصية و الذنب والخطيئة ) ، وأصل ذلك هو الرضا عن النفس ، أو الرضا بالمعصية ، أو الرضا بالبدعة ، أو الرضا بالمنكر ، أو الرضا بالعيب ، أو الرضا بالخطأ ، الذي يصل إلى حد الإدمان ، حيث يستعصى العلاج ويطول .
4- مواجهة عدم الرضا وإنكار الخطايا من الآخرين:
حتى لا يتسمم جو الرضا، يقول صلى الله عليه وسلم :
[ إذا عملت الخطيئة في الأرض ، كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها ، كان كمن شهدها ] .
إن مجرد الرضا عن انتشار الفساد والخطايا على الأرض ، وإن لم يشهدها الإنسان ، لأنه في بلد آخر ، فبمجرد الرضا بها , كأنه شاهد هذا الفساد ، أو هذه الخطيئة .
5- مواجهة السياسيين الذين لا يلتزمون بالإصلاح والصلاح :
وينشرون الاستبداد والفساد ، وذلك بعدم الرضا
عن فعلهم أو متابعتهم ، فالرضا بهم يجرّ اتباعَهم , والانضمام إلى قافلة
فسادهم ، عن أم سلمة , قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ سيكون
أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضى
وتابع، قالوا : أفلا نقاتلهم؟، قال : لا ما صلّوا ].
6- لا أعاتب على نيات الناس :
أو أحاسبهم ، لإخفاء عدم الرضا
بما قسمه الله ، فأتهمهم , وفى الحقيقة أنا ساخط على نصيبى ، على قدرى ،
على قسمة الله ، التى أرادها لى ، وهذا كان سر غضب النبى صلى الله عليه
وسلم , من قول أحد المنافقين , وهو يعترض على قسمة الله له , قائلا للنبى
صلى الله عليه وسلم : [ إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ] .
7- التوكل الحـقيقى عـلى الله تعالى :
لأنـه من الوسـائل الـقوية في تحـقيق الرضا ، يقـول تعـالى :
{ وعـلى الله فـتوكلوا إن كـنتم مـؤمنين } المائدة / 23 .
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ] .
ويقول تعالى : {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله
ورسوله , وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله
راغبون } التوبة / 59 .
يقول ابن كثير : ( فالرضا سبق التوكل في قوله { وقالوا حسبنا الله } ) ، أى إنهم بتوكلهم الحقيقى كانوا راضين حق الرضا ، فقبل المقدور يسمى توكل , وبعد المقدور هو رضا ، وقبل القضاء تفويض وبعد القضاء رضا وتسليم ، وفى كلٍ هو رضا .
8- الابتعاد عن السخط :
فالسخط من شقاوة العين ، أن يسخط الإنسان بما قسم الله له ، وبذلك يحزن على ما فات ، لأن الحزن يخرج عن الرضا ، عندما بكى النبى صلى الله عليه وسلم عند مرض سعد بن عبادة ، قال لمن حضر :
[ إن الله لا يعذب بدمع العين , ولا بحزن القلب , ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه)].
أى حينما تخرج منه كلمات السخط , والاعتراض على ما قسم الله له .
9- الرضا بالمقسوم من الرزق :
فما هو مقسوم لك فهو واصل إليك ، والرضا
بالمقسوم من الرزق يدفع إلى العمل ، ويمنح الإنسان قوة على التكسب ، وليس
معناه الاستسلام ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
[ (على كل مسلم صدقة ) قالوا : فإن لم يجد ؟
قال : ( يعمل بيده ، فينفع نفسه ، ويتصدق )
قالوا : فإن لم يستطع ؟
قال : فيعين ذا الحاجة الملهوف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليأمر بالمعروف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليمسك عن الشر , فإنه له صدقة ] .
فالرضا يدفعك إلى الرضا ، وبذلك يجرّك إلى العمل , الذي ترضى به الله تعالى ، حتى ولو كان عند عدم الاستطاعة ، بالإمساك عن الشر .
10- الرضا بالمصيبة هو أن أتأكد من أنها من عند الله :
وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى :
{ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن
بالله يهد قلبه } التغابن / 11 , قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم
أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم .
حتى في هذه اللحظات التى يصاب بها الإنسان بالجزع والهلع وفداحة المصاب ، فيتمنى الموت ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
[ لا يتمنين أحدكم الموت لضرّ نزل به , فإن
كان لابد متمنياً , فليقل : اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لى , وتوفنى
إذا كانت الوفاة خيراً لى ] .
ومن أشكال المصائب في حياتنا التى يجزع لها
الإنسان , وعليه أن ينتبه إليها : ( البخل والضجر والعجلة واليأس والطمع
والخوف وضعف النفس والجبن والشر والإمساك والمنع والأذى ، وغير ذلك كثير ) .
جمال ماضي