يقرر علم النفس الحديث أن شخصية المنافق مريضة منقسمة على نفسها ..
فكأنه شخصيتان متصارعتان تعيشان فى جسد واحد: إحداهما تعبر عن نفسها خلال المظاهر الخارجية التى يراها ويسمعها الناس كالملابس والابتسامات والكلمات . .
والأخرى تعبر عن أعماقها الداخلية التى لا يطلع عليها أحد من الناس .
وهذا الصراع النفسى ينبع من أن المنافق ليس أميناً مع نفسه ، ولا مع الناس ، فهو يكذب على نفسه ؛ليرضى الناس ، ويكذب على الناس ؛ليخدعهم عن حقيقته . . والواقع أنه لا يخدعهم ، لأن أعماله لا تصدق أقواله . . وهذا التعارض بين ما يقول وما يفعل هو الذى يكشف للناس حقيقته مهما حاول إخفاءها . فهو -إذن - يخدع نفسه ولا يخدع الناس ،
فضلاً عن أن يخدع خالقه الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. ويكشف التحليل النفسى عن شخصية المنافق فيراها شخصية متآمرة بطبيعتها، تظهر غير ما تبطن . تعمل فى الظلام ، وتثير الفتن والدسائس ، وتستعين على ذلك بأساليب الاستخفاء والتبييت والتربص والتثبي والفرقة .